فيما يلي تلخيص لأهم النقاط التي رأيتها في مقالة الأستاذ عزمي بشارة على الجزيرة.نت، الخميس 1\1\2009 العظيمة لأنه يفهم الوضع في فلسطين وكذلك يفهم إسرائيل من الداخل (وهو ما زلنا نفشل في تحقيقه بعد كل هذه السنين والحروب)
أهداف إسرئيل
الهدف البعيد المدى " قبول الشعب الفلسطيني بالشروط الإسرائيلية في حال التوصل إلى تسوية، وبالاستكانة والهدوء في حال عدم وجود تسوية. لا يهم إسرائيل كثيرا من يحكم القطاع داخليا بعدما انسحبت منه، ما دام يقبل بالشروط الإسرائيلية في حالة تسوية، أو بالهدوء في حالة عدم التوصل إلى التسوية."
الهدف القريب المدى "إنجاز ملموس، ولو على شكل عملية كوماندوز برية كما يحب باراك. المهم أن تعود بصور اغتيالات واعتقالات ناجحة لقيادات. ترغب إسرائيل في استعادة هيبة الردع أيضا."
الحد الأدنى لإنهاء الحرب "وإذا لم يتحقق أحد الهدفين أعلاه دون عملية برية فسيدخلون ولو على شكل إنزالات واجتياحات انتقائية. يريدون صور انتصار على شكل استسلام علني أو اعتقال وانهيار علني
إحتمالات مستقبلية
لإسرائيل:
1."إذا توقفت إسرائيل رغم استمرار القدرة لدى حماس على إطلاق الصواريخ، فهذا يعني أن حربها الجبانة فشلت." 2. "ولكن لا يمكن للترويكا الإسرائيلية الحالية وقف القتال والعودة دون إنجاز، إلا إذا فرض عليها ذلك بالقتال والخسائر أو بغيرها" 3. " يريدون صور انتصار على شكل استسلام علني أو اعتقال وانهيار علني . وهذا ليس بالأمر السهل التحقيق، وإذا لم تأت هذه الصور فسيكونون في وضع حرج." 4. " لكن الهدف سهل من الجو.... ليس فيها بطولة، ولا يستعيد فيها أي جيش هيبته." 5. فشل الدعاية "فالمديح الذي تكيله وسائل الإعلام الإسرائيلية لإيهود باراك على المكر والدهاء ما هو إلا خداع للذات، فقد كان الجميع يعلم أن إسرائيل تستعد لشن عملية عسكرية ضد غزة، بل وكتبت الصحف الإسرائيلية عن عملية قادمة خلال أيام. ولكن ماذا تفعل غزة حتى لو علمت؟ هل تعلن عن حالة تأهب في صفوف جيشها الجرار، أم تموه قواتها الجوية طائراتها في المطارات؟ نحن نتحدث عن حي فقير، عن مخيم لاجئين كبير ليس فيه حتى ملاجئ".
لغزة:
الدمار العشوائي "غزة عبارة عن معسكر اعتقال مكتظ ومزدحم ومغلق، يعيش فيه الناس دونما تمييز بين غني وفقير، ومقاوم وغير مقاوم، ومنتم لحماس وغير منتم لها. لا غابة ولا جبل ولا نهر، ولا مناطق محيَّدة يلجأ إليها الناس كما في لبنان. وحتى عندما يكون القصف غير عشوائي في غزة، فإنه يكون عشوائيا بالنتيجة. هذه غارات على غيتو ضخم، تستخدم فيها طائرات أف15وأف16".
سيتكرر القصف "كان هذا الفعل [الإجتياح] بحد ذاته غير ممكن التصور قبل عشر سنوات، كان بحد ذاته غير ممكن التنفيذ دوليا.. لقد صنع باراك هذه السابقة في بداية الانتفاضة الثانية."
وأنا أقول: الحقيقة هي أن إسرائيل حققت ما تبغيه من الإنسحاب من غزة ألا وهو الخلاص من مشكلة الإحتلال المكلف مادياً وبشرياً وإعلامياً. ومن ثم تحويل غزة إلا معسكر أو غيتو محاط ومحبط، يمكنها أن تقصفه من الخارج جوياً وبرياً وبحرياً وقتما تشاء. والابشع من ذلك هو أن سياسة الأحزاب الإسلامية لا أسرار فيها ويمكن التكهن بها كما يمكن التكهن بشروق الشمس. ألا وهي الجمود العقائدي والإستئثار بالسلطة وضعف التخطيط البعيد المدى والعنف العشوائي لتحقيق مكاسب آنية. مما يعني أن مبررات العودة متوفرة حينما تريد إسرائيل.
أهداف بعض الحكام العرب
1. "رغبة في البناء على انتصار إسرائيلي، مثل قبول الشروط الإسرائيلية لفتح معبر رفح، أو رهن فتحه بالاعتراف بانتصار إسرائيلي،" 2. "بعض القوى أسست موقفها على واقعية الشارع وبراغماتية القبول بموازين القوى إزاء مشاهد القصف". 3. "تسوية يقبل فيها الشريك العربي بشروط إسرائيل التاريخية" 4. "يعيش ويترك الناس تعيش في ظل الاحتلال والظلم، ويرفض التسوية نظريا فقط، أما عمليا فينشغل عن الصراع مع إسرائيل بقضايا أكثر أهمية مثل الحفاظ على سلطته."
الحقيقة هي " أن الحسابات القصيرة النفس في إسرائيل والمسماة "توفير الأمن للمستوطنات"، أو "أمن حدودنا الشمالية"، أو "ضمان أمن القرى الحدودية"، هي أكثر أهمية وإستراتيجية ...هذه ليست مزايدة انتخابية لكسب بضعة مقاعد في انتخابات الكنيست. حساب المقاعد البرلمانية وارد في حسابات وزراء العمل وكاديما عند شن الحرب بالطبع، ولكنه ليس الحساب الأساسي.. هذه مسألة أمن قومي إسرائيلي تجمع عليه القوى السياسية الإسرائيلية يسارها ويمينها. وقوة الردع والجدار الحديدي العسكري يأتي في إسرائيل قبل التسوية وقبل التفاهم مع "قوى الاعتدال". وهذا ليس موقف اليمين الإسرائيلي كما يعتقد البعض، بل هو موقف إجماع قومي تختلف إسرائيل على أساسه (وليس عليه)، وتنقسم حول ضرورة إجراء بعض التنازلات الإقليمية في ظله من عدمها، كما تنقسم حول واقعية التسوية السياسية.
فيما يلي تلخيص وتعليق على بعض النقاط التي رأيتها في مقالة الأستاذ عدنان أبو عامر على الجزيرة.نت، الجمعة 2\1\2009
"وقد انتشرت أشلاء المقاومين الذين أوفوا بالوعد للجميع، للدماء والدموع وحرقة الأنفاس، وحفظوا عهد الأسرى خلف قضبان الاحتلال يصعدون بالدعاء، وعيني تبصر أجسادهم الممزقة الراغبة في الموت طمعا في الحياة، لأن كل مقاوم منهم يزف إلى السماء ينتصر للباكيات دون دمع على حواف الصبر، يحلمن بثأر يشفي صدروهن."
يا الله! حسبت أن عهد الكلام الحماسي الذي لايقي من برد ولا يطعم من جوع قد ولى واندثر. أي وعد تتكلم عنه يا صديقي، أي انتصار وأي ثأر. إذا كانوا قد وعدوا بالموت فقد جاء إليهم أما إذا كانوا قد وعدوا بموت السكان الأبرياء فهذا قد وفوا به حتى وإن لم يموتوا. أم الثأر فنتركه للقبائل المتعاركة في الصحارى أو الجبال المنسية. الفرق في العدد بين أربعمائة ضحية فلسطينية وأربعة ضحايا إسرائيليين سيعطيكم دماء كثيرة لتثأروا لها. النصر ليس أن تبقى حماس في السلطة ولا أن تخرج سالمة من المعركة. النصر هو أن يعيش كل فلسطيني سالماً على أرضه. مشكلة الأحزاب العربية الحاكمة، وحماس قد ربحت هذا اللقب، هي أنها لا تأبه بحياة مواطنيها لأن بقاءها في السلطة أهم. المعركة بالنسبة لها دائماً هي معركة بقائها هي وليست معركة بقاء شعوبها. قل لي بالله عن أي أسرى تتكلم إذا رأينا سجون حماس المدمرة مليئة "بالأسرى" الفلسطينيين. كانوا يخرجون من تحت الأنقاض محملين بحقائبهم وكأنهم كانوا يتأملون أو عل الأقل يتوقعون القصف الإسرائيلي لسجنهم الذي تركتهم فيه حماس ضحية سهلة للطائرات والبوارج. والكل يعرف أن فتح تحتجز أضعاف الأعداد التي احتجزتها حماس. هنا نرى من هو الخاسر في المعركة، أهل فلسطين الذين حلموا بحكومتم الخاصة طوال خمسين عاماً وحصلوا في النهاية على دكتاتورية عربية مخابراتية أسوة بأشقائهم العرب في كل مكان. إن الذي يفكر بحل نهائي للمأساة الفلسطينية، لا يفكر بالثأر.
"لا يمكن الحديث عن دلالة عبارة "الرصاص المنصهر" دون النظر إلى أن القيادة الحالية للجيش الإسرائيلي مثقفة بمفاهيم أقرب ما تكون إلى "الثقافة العسكرية النازية"، ومن بينهم: "غابي أشكنازي" رئيس الأركان، ونائبه "يتسحاق هيرئيل"، وقائد المنطقة الجنوبية "يوآف غلانت" وغيرهم، حيث تبرز لديهم ظاهرة لافتة تتمثل بإعادة الفاعلية والأهلية والمرجعية لقيادات تتصف بالاندفاع وروح المغامرة وشهوة العدوان والقتل، أي ظاهرة العودة إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي".
هذا كلام نافع. هذا كلام يدل أننا بدأنا بدراسة إسرائيل وأيديولوجياتها ومؤسساتها وصناع القرار فيها. أين أنتم من زمان ياصديقي؟ أين أنتم؟ أحسن بألف مرة من الكلام الحماسي الذي ابتدأت به. الكلام الآتي أنفع وأحلى.
"بات واضحا أن تكليف سلاح الجو الإسرائيلي بـ"صهر الرصاص"، جاء بعد يقين ضباط هيئة أركان الجيش بأن باقي الأذرع والوحدات عاجزة عن إيجاد حل لمعضلة حماس في غزة، ولذا جرت العادة في تل أبيب على أن يطلق عليه اسم "صاحب الذراع الطويلة"..... فإن تكاليف تحديث سلاح الجو المتوقعة ستصل 30 مليار دولار، لضمان توفير قدرته على التحليق لمسافات كبيرة جدًّا، والقدرة على مهاجمة مواقع إطلاق الصواريخ بعيدة المدى."
الآن نفهم أن سياسة بوش ورئيس دفاعه السابق رمسفيلد في الإعتماد على سلاح الطيران والحرب الإلكتونية الموجهة عن بعد قد انتقلت إلى إسرائيل. ونفهم كذلك أن الفلوس قد استثمرت أو هي في طريقها. مما يعني أن هناك مستفيدين في أمريكا وإسرائيل وأن في مصلحة إستخدام هذه المطرقة الجديدة. الهجمات المقبلة باتت إذا معروفة التفاصيل والنتائج كذلك. إذن لا معارك أرضية إلا على نطاق محدود يمكن إستخدامه إعلامياً. لم تعد الخسارة إحتمالاً يمكن إمتصاص آثاره بالنسبة لإسرائيل. هذا من نتائج حرب اللبنان الأخيرة وليس من نتائج سياسة حماس. لكن هذا يعني أيضاً الدمار والقصف المتواصل والحصار الإقتصادي وطولة بال لا نهاية لها ونحن نعرف من الجائع هنا. نعرف أن حماس قادرة على الصمود لكن هل يستطيع الناس مجاراة حماس في خياراتها. ما هو الحل الطويل الأمد بالنسبة للناس يا صديقي. الحكام العرب لن يسمحوا لحزب إخواني إسلامي أن ينتصر حيث عجزوا هم وكذلك إسرائيل وكذلك أمريكا. أين ستذهب بنا المقاومة؟ وأين ستذهب بنا مفاوضات سلام أبو مازن على طريقة أسلو وما بعدها؟ لا أحد يعرف لكن تبقى وحدة الصف والإشراك في الحكم والابتعاد عن الديكتاتورية والمخابرات و تأمين حاجات الناس دون فساد وبناء بنية تحتية متينة أساسيات لا يمكن التفريط بها. أود أن أذكر حل الدولة الواحدة لكن لا أعرف أين سيأخذنا أيضاً وإن كنت أميل إلى إحلال الصراع من أجل الحقوق المدنية محل الصراع المسلح. لكن كيف أقترح ذلك على شعب محتل وأنا جالس في أمان داري.
فلنتابع مع الكاتب
"فإنهم سيفاجؤون لاشك من شدة المقاومة، وقدرتها على ضرب الدبابات، ونصب الكمائن مع أجهزة حديثة للرؤية الليلية، وفوق كل ذلك قدرتها على قصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ يوميا بحيث تحول مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى لاجئين. ... ولم يأت مفاجئا أن تصل صواريخ القسام مدينة أسدود التي تبعد عن غزة أكثر من ثلاثين كيلومترا، لتكون الهدف الجديد لها، بعد أن باتت مدينتا سديروت وعسقلان أهدافا قديمة."
أنا متأكد أن المقاومة ستكون شديدة وأن حماس قد زادت في مدى صواريخها (عفواً في صواريخ غراد الصينية الجديدة) بضعة عشرات من الكيلومترات. لكن وصلنا سابقاً إلى أن إسرائيل تعتمد الآن على سلاح الجو والحرب الإلكترونية، فماذا ستفعل حماس إذا لم تأت حرب الشوارع أو إذا اتبعت إسرائيل سياسة الأرض المحروقة في هجومها البري.
أما الصواريخ فعددها محدود مهما كثرت. القضية هي في الفلوس والإيصال، من يدفع؟ وكيف تنقل المعدات إلى غزة؟ الفلوس تأتي تخضع لحسابات محلية وتوازنات إقليمية لا يعول عليها. أما أنفاق التهريب فستكون هواية الطيران الإسرائيلي في الأعوام المقبلة حتي تصبح تكلفة إعادة حفرها أكبر من مردودها. خاصة وأن كثيراً من الأنفاق الآن ملكية شخصية تخضع لحسابات الربح وقانون السوق. إلى متى سيحتمل الغزيون الأسعار الباهظة وأغنياء الحرب الذين يرتبطون بشكل أو بآخر بحماس لأن مصالحهم مشتركة وحماس لا تقوى وحدها على حفر كل هذه الأنفاق التي يبلغ عددها الآن 1200 نفق. حماس بحاجة إلى إستثمارات خاصة لحفر الأنفاق وتشغبلها وهي كذلك بحاجة إلى إشباع جشع المستثمرين حتى يستمروا في استثماراتهم.
وأخيراً يقول الكاتب
"ولم يعد سرا أن المقاومة الفلسطينية، وتحديدا كتائب القسام، تخوض مع الجيش الإسرائيلي سباقا مع الزمن، بحيث أن الطرف الذي سيعلن ألمه ووجعه من "لعبة عض الأصابع" التي يشهد عليها العالم بكل قاراته، سيخسر بالضربة القاضية، وبالتالي سيكون الأضعف على فرض شروطه لما يقال إنه تهدئة ستأتي حتما بعد انتهاء العملية العسكرية الحالية."
صدقت هي لعبة عض أصابع. السكان يعضون أصابعهم وحماس دون سند من حكومة أو من موارد داخلية أو من اقتصاد سليم. يمكن لإسرائيل أن تصمد فهي دولة ويمكن لحماس أن تصمد فهي مؤسسة عسكرية عقائدية دون التزامات لكن ماذا سنفعل بمليون ونصف مواطن لا دولة لهم. أما الضربة القاضية ... لا أعتقد ... كان عرفات أشطر من حماس. أعد الحسابات من فضلك هذه الأصفار على الشمال وليست على اليمين.
لمزيد من المعلومات عن الأنفاق بمكن قراءة هذا المقال على القدس.كوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق