السبت، نوفمبر 21، 2009

سعياً وراء محمد

عندما يقرر أحدنا أن يدرس التاريخ الإسلامي فإنه(ها) أمام خيارين، فإما أن يختار دراسة القرنين الأولين (باستخدام التقويم الهجري)، وإما أن يدرس ما بعدهما. وليس هناك خيار ثالث. الخيار الأول يقود إلى عالم من الشك وتلمّس الطريق في بحر من الظلمات، والخيار الثاني يبدأ بقراءة الجاحظ وابن المقفع ولا ينتهي بأقل منهما، فيا لها من بداية، أين الثرى من الثريا؟ أين الظلمات من النور؟ ولأني بدأت قراءاتي بألغاز المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر فقد لحقت المغامرة واخترت الخيار الأول. لكنني وبعد لأي وضنى كتبت أطروحتي عن بدايات العصر الثاني وكيف تصوّر أهله القرنين الأولين. لكني لم أفقد الأمل وتابعت قراءاتي على أمل أن أعود إلى "الحب الأول."

على عكس ما قاله الفيلسوف والمستشرق الفرنسي رينان لم أجد أن "محمد بدأ دعوته تحت ضوء التاريخ الباهر." (على فكرة أنا لست من محبي رينان ولا من محبي خصمه جمال الدين الأفغاني) ما تركه لنا التراث الإسلامي عن الفترة الأولى من حيث الحجم هو أضعاف التوراة والعهد القديم وأضعاف ما يحتويانه من التناقض والقصص الخيالي. لكن مدوني أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث (كما وجدت خلال بحثي لكتابة الأطروحة) جمعوا الغث والثمين، تارة بتصرف وتارة دون تصرف. لكن الصفة الأهم لما جمعوه هي أنه مادة خام، وأما العهد القديم فقد عركته الأقلام والعقول لقرون عديدة. أنا لا أقول أن هذه المادة الخام تعكس صورة تاريخية حقيقية بل أقول أن الفاصل الزمني بين التدوين العشوائي (عن الرواية الشفوية) والتوليف الواعي لا يزيد عن مائة سنة. أما ارتكاز الرواية الشفوية على حقيقة تاريخية فهذا أمر آخر. ما اكتشفته هو أن التدوين العشوائي قد بدأ حوالي بدايات القرن الثاني الهجري وهذا مايقول به حتى الذين يشكون في صحة مانقله التراث الإسلامي عن البدايات. إذن أمكنني أن أحصر عصر الظلمات بمائة وعشرين سنة وهذا إنجاز. لكنه لا يعني بحال من الأحوال الإقراب من الحقيقة وإنما تقصيراً لفترة الشك من مائتي سنة إلى مائة وعشرين.

الآن علينا أن نشمر عن الساعد ونغطس في لجة البحر، وهنا لا سراج أفضل من كلمة "لماذا". لماذا بدأالتقويم الإسلامي برحلة ولم يبدأ بموت أو بميلاد أحد كالعادة؟ لماذا كان محمد رسولاً ونبياً في آن واحد؟ لماذا تشكل أية سورة في القرآن نصاً مترابطاً يأخذ القرئ من نقطة ألف إلى نقطة باء (عدا سورة يوسف)؟ لماذا نسمي الفصل في القرآن سورة؟ لماذا نسمي موقف الإمام في المسجد المحراب؟ لماذا نسمي القرآن المكتوب مصحفاً وهي كلمة أثيوبية؟ لماذا لا يعطينا لسان العرب على طوله معنى "يفش الخلق" لكلمة قرآن بينما نجدها في القاموس السرياني؟ لماذا وصل الخط اليمني ومتغيراته إلى حوران (الخط الصفوي) ثم ذهب الخط النبطي إلى المدينة؟ لماذا اسم نبي الإسلام "محمد" يعكس مركزه السامي في دينه الذي أسسه، لماذا لم يكن اسمه حمد أو حميدان أو سعد أو أحيحة أو امرئ القيس أو الحارثة كما كان شائعاً في ذلك الزمان؟

في هذا البحر يجب أن يغطس الإنسان "علي وعلى أعدائي" دون فرضيات مسبقة، فالفرضيات قارب خفي يأخذنا إلى حيث يريد عقلنا الباطن. هذه حرب عوان لا يبقى فيها مبتدأ مع خبر ولا يتعلق جار بمجرور ولاينعطف نعت على منعوت ولا يفعل فاعل فعله في أي مفعول به أو مفعول فيه. تتكسر اللغة القديمة وتتحطم كل الآلهة وتنعدم قوة الجاذبية نحو أي كتلة صلبة في محاولة أخيرة لولادة جديدة من عري أولي في غمر أولي لا ترفّ عليه أية روح. محمد يتحول إلى إسم رمزي لشخص قد يكون وهمياً أو حقيقياً، والقرأن يفقد قداسته وتسقط عنه شروحات القرطبي والطبري ومقاتل وابن عباس، وأسباب النزول تصبح قصصاً وحكايات مسلية، والأحاديث تبدو كلمات نطق بها قصاصون متجولون، وابن عباس يتحول إلى إنسان نسيه التاريخ ومولاه عكرمة الذي روى عنه كله ما وصلنا منه يصبح ضرباً من ضروب الخيال لإنسان بقي طويلاً تحت الشمس أو شرب كثيراً من نبيذ التمر (وليس الخمر) "الذي لا يسكر."

في الحقيقة، هذا التمرين علمي وروحاني مفيد جداً بل أساسي، لكنه لا يقود لا إلى العرفان ولا إلى الفناء ومن ثم البقاء في الحقيقة الأزلية.
هذا حلم إبليس بالجنة، فالتاريخ لا يقدم ثوابت وحقائق لا تتزعزع وإنما بعضاً من أشباه الحقائق وكثيراً من التأويلات. كما أقول في أعلى المدونة: التاريخ لا يوجد إلا في الذاكرة أما الزمن الماضي فقد مضى إلى لا رجعة. حتى أعمدة المدن القديمة لا تحمل أي معنى ثابت بل هي كؤوس نملؤها بالتفاسير والتأويلات. ما العمل إذن؟ فقد وضعنا "الحيلة والفتيلة" في "العري الأولي" و"مخاض الولادة الجديدة." هنا أقول باختصار: المؤرخ ينجح حين يجد العمود. بعد ذلك فإنه يتسقّط عيشه من التأويلات التي تحاول بناء ما كان أو ما كان يمكن أن يكون. لكن العمود ككتلة صلبة يعطينا بعض المعرفة الإيجابية وكثيراً من المعرفة السلبية. فمثلاً لا يمكن لعمود في طريق تدمر المستقيم إلا أن يكون من العهد الروماني (معرفة إيجابية) ولا يمكن أن نشرح سقوطه بصاعقة من السماء (معرفة سلبية) ولكن بحرب أو بزلزال (معرفة إيجابية). إما ما إذا كانت زنوبيا عربية ثارت على "المحتل الروماني الغاصب" انتصاراً "للروح العربية الحرة" فهذا من ترهات الأيديولوجيا القومية ومن يتعيّشون من تأليفها ونشرها.لنعد الآن إلى السعي وراء محمد. عندما نجد (بالقرب من مدائن صالح، الحجاز) نصاً منقوشاً على حجر يقول "بسم الله أنا زهير وكتبت زمن توفي عمر في سنة أربع وعشرين." وتحته "أنا زهير مولى ابنت شيبة" فهذا عمود صلب وحقيقي وذو كتلة.
Ali ibn Ibrahim Ghabban, translation and final remaks by Robert Hoyland. "The Inscription of Zuhayr, the Oldest Islamic Inscription." The Journal of Arabian Archaeology and Epigraphy, 19: 210-237, 2008


علينا أولاً أن نستخلص المعارف الإيجابية والسلبية التي يقدمها إلينا هذا النقش ثم نذهب بعدها في رحلة التأويلات. اللغة عربية (دون تحديد للهجة)، الخط قديم ويُعرف بالحجازي ويمكن مقارنته بسلسلة من النقوش الحجازية وغيرها (على صفحة Islamic Awareness التي تحتوي على عدة نصوص موثوقة، وثلاثة منها لم أرها من قبل وتبدو لي مثل رسائل محمد إلى هرقل والمقوقس. أما الموقع بشكل عام فيتحرى الدقة وإن كان موقعاً دفاعياً يتحاور مع معتوهين من المبشرين الأمريكان. هذا هو الموقع الأكثر ثقة الذي وجدت فيه النصوص التي أريد الكلام عنها) للتأكد من أن تاريخه قريب من التاريخ المزعوم في النقش. أولاً يجب الشك في صحة النص وتأريخه فالسعودية لا تسمح لأحد بالتنقيب والبحث الأثري في ربوعها وخاصة الحجاز، وإن كان هذا الحظر قد فتر قليلاً فهناك بعثة بريطانية تعمل في تيماء (نشرت مقالة في المجلة المذكورة أعلاه عن نص نبطي جميل جداً يعود إلى عام 203 م يظهر بوضوح الأصول النبطية للخط العربي الحجازي) وسمعت عن بعثتين ألمانية وإيطالية في شمال الحجاز أيضاً. هناك بعض الضجة الإعلامية حول الإكتشاف وقد كتبت عنه Discovery Channel ووضعته اليونسكو على لائحة ذاكرة العالم. هذا يقلقني لأن الديسكفري تشانل تسعى وراء القصة المشوقة أكثر من سعيها وراء العمل الأكاديمي المتحري، وأما اليونسكو "فليش مستعجلة، خلي الشغلة تتخمر." لكن من معرفتي المحدودة بالخطوط، النقش يبدو قديماً وروبرت هويلند (المترجم) أستاذ وباحث معروف. المهم الزمن سيحسم قضية حقيقة النقش، لكني لا أشك في أن الحجاز تطفو على بحر من الآثار والنقوش التي تنتظر الإكتشاف وإن كان انتظارها سيطول "حبتين."

من هو زهير؟ غير معروف. من هي ابنة شيبة؟ غير معروفة؟ من هو عمر؟ قيد البحث. الملاحظة الأولى هي أن الناقش أرخ بوفاة شخص يسمى عمر. ومن عادة المرتحلين على طرق القوافل أن يؤرخوا بأحداث هامة أو بتواريخ معروفة. في هذه الحالة يعود المؤرخون إلى النصوص المكتوبة ليبحثوا عن "مشتبه بهم" للمطابقة مع الأسماء والتواريخ المذكورة في النقوش. وهنا لا يجدون إلا شخص واحد اسمه عمر طعن في الأيام الأخيرة من سنة 23 وتوفي في الأيام الأولى من سنة 24. في لجة بحر الظلمات يمسك الإنسان بقشة وهنا عادة يطابق المؤرخون بين عمر الخليفة المطعون وبين عمر المذكور في النص. وكعادة المؤرخين يبدأ الكلام في المقالة بـ"يمكن" و"من المحتمل" ليتحول في آخر المقالة إلى "بالتأكيد" و"دون أدنى شك." طبعاً القارئ الأول للمقالة سيأخذ بالمقولة الأخيرة، وأما القارئ العاشر فسيكفّرك إذا شككت بصحة المطابقة.
فيصل: والآن ماذا تقول يا أستاذ نظير
نظير: يعني ...
القرضاوي: هيه حقيقة واضحة بتقلع العين مفيهاش رأي وكلام من ده
نظير: لكن أستاذ فيصل ... لو سمحت ...
القرضاوي: أنتم تريدون القضاء على هذا الدين الحنيف الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من ورائه.
فيصل: أعزائي المستمعين، شكراً لكم على متابعتكم وإلى اللقاء في حلقة أخرى من "الرأي والرأي الآخر"
أو "الإتجاه المعاكس" أو أي من هذه المسميات التي أفرغتها الجزيرة من محتواها كما هي كلمة الديمقراطية على لسان أي سياسي أمريكي في زيارته لإسرائيل لدعم المستوطنات.

المختصر المفيد: النص المنقوش أحسن بقليل من النص المكتوب في قرطاس. والمطابقة بين العمرين، عمر النقش وعمر النص، محتملة ونحن نتأمل السماع عن اكتشافات أخرى مماثلة. أما استخدام النقش للتأكيد على صحة التراث الإسلامي القديم كله فهذا حري بالأركيولوجيا التوراتية من مدرسة أولبرايت ومن لف لفه. وبالمقابل فإن النص يمنعنا من نبذ التراث كله كما تفعل باتريشا كرون ولولينغ ووانسبرو وشلتهم. لا أعرف لماذا يكون الرهان دائماً على البنك كله. التراث الإسلامي مكون من آلاف الأخبار القصيرة، ولا يمكن أن نرميها كلها لأن ثمانين بالمائة منها خاطئ فالعشر الباقي يمكن أن يكون صحيحاً إلى حد ما. القضية هي أن التاريخ ليس له قانون كالطبيعة فأنا عندما أقيس كميتين مرات عديدة ولا أجد رابطاً بينهما فإن احتمال وجود هذه الرابطة يتناقص مع كل قياس جديد يخلو منها، أما المعطيات التاريخية (إن صح قياسها وتحققنا أنها عمود صلب ذو كتلة) فإن غياب العلاقة بين بعضها البعض في لقى واكتشافات كثيرة لا يعني عدم وجود هذه العلاقة. إن غياب الدلائل التاريخيةا لا يعني عدم وجودها، ووجودها في عدة أزمنة وأمكنة لا يعني وجودها الدائم أو المستمر.

وأنا أرى أن نستمر الدراسة على المحاور كلها. فلنتصور عالماً فيه الإسلام وليس فيه سيرة ابن اسحاق. يا لطيف! فمن أين نأتي بالنظريات التي تشرح ظهور الإسلام وما نحن فيه الآن. لا يعني هذا أن نقبل سيرة ابن اسحاق كما هي على علاتها، لكن نستطيع أن نكوّن صورة ما عن ظهور الإسلام من خلال سيرة ابن اسحاق ثم نعدل أجزاء منها مع اكتشاف نصوص وآثار جديدة أو حتى نرمي بأغلبها ونأتي بأحسن منها، لكن لا يمكننا في زمننا هذا أن نرمي بها كلها إلى المزبلة. حتى الذين يريدون رميها كلية لا يجدون سواها ليكتبوا عنه فمن يكتب عن محمد إما ينقض مقولة السيرة كلها أو بعضها أو يقبل بها كلها أو بعضها.

فماذا نقبل إذاً من التراث الإسلامي المختص بالبدايات. يمكن أن نقبل كثيراً من الأسماء مثل معاوية أمير المؤمنين (نقش حمام معاوية 46، نقش سد المدينة 58) وعبد الملك والوليد وغيرهم. ويمكن أن نقبل أن هناك جماعة من الناس كانت تسمى المؤمنين وأن معاوية كان أميرهم (لماذا المؤمنين؟). ويمكن أن نقبل نص مصحف صنعاء (القرن الأول الهجري) وأن نقبل أن كتاباً مطابقاً في رسمه للقرآن الذي بين أيدينا كان متداولاً في القرن الأول من التأريخ الذي تستعمله عدة نقوش (الموقع السابق). وهذا سيأخذنا من أوائل القرن التاسع الميلادي على زعم المشككين والقائلين بالقرآن الشامي إلى أوائل الثامن وحتى أواخر السابع. وهذا تقدم جيد، فهل نرمي بنظرية المشككين كاملة؟ لا، فزعمهم أن القرآن مترجم عن السريانية غير صحيح في رأيي، لكن كثيراً من المفردات الدينية في القرآن آرامية (وهنا يجب الإنتباه إلى أن السريانية لغة كنيسة وأدب تقابلها وتختلف عنها مئات من اللهجات الآرامية المحكية التي قد تقترب كثيراً من العربية كآرامية معلولا وآرامية فلسطين وآرامية النقوش النبطية في الحجاز). وزعمهم أن نقوش صحراء النقب لا تحوي ذكراً لمحمد حتى أواخر القرن الأول (جماعة Nevo) دليل على عدم وجود محمد ليس قطعياً، فنقوش النقب عربية محلية (والعرب سكنوا الحواضر في كل بلاد الشام والعراق ومصر) تدل على ديانة كاتبيها المحلية القريبة جداً من الإسلام وإن لم تكن الإسلام الرسمي المعروف من القرن الثاني الهجري. وليس من الضروي أن يكون أهل فلسطين قد آمنوا بدعوة القادمين من الجنوب فور قدومهم. ولا تثيت هذه النقوش قدومهم أو عدمه. عندما اشتركت في تنقيب جرش العام المنصرم ألقيت نظرة على النص الذي وجدوه قرب مسجد جرش الذي يعود إلى عصر هشام بن عبد الملك حسب التقديرات الأولية. النص جزء من حسابات دكان، اللغة عربية بسيطة لكنها عربية، الأسماء عربية لكن أقرب إلى أسماء عرب الشام منها إلى أسماء عرب الحجاز وجنوب الجزيرة، الخط عربي سلس يشبه النسخي. الظنون الأولية هي أن كاتب السطور عربي حضري من جرش وليس قادماً جديداً وزبائنه عرب عاديون. حتى المسجد فإن له ثلاثة محاريب تدل على توسيعين للمسجد أي على زيادة عدد السكان المسلمين وليس على الظهور المفاجئ للإسلام في المنطقة. حتى بناء المسجد يخضع لنظام المدينة الروماني القديم ولا يتسلط عليها. هل هذا دليل على أي من النظريتين، نظرية المشككين أو نظرية المصدقين، ليس تماماً فالمسجد عمود (في الحقيقة فيه عدة عواميد على الطراز الروماني) والعمود كأس يملؤها المفسرون والمؤولون. لكن الإنطباع الذي تركه المسجد في ذهني هو إسلام تدريجي يرتبط بأفكار وعادات المنطقة التي قد تكون امتداداً لأفكار وعادات الحجاز كما قد تكون عادات محلية ذهبت جنوباً إلى الحجاز لكن هذه الأفكار والعادات تبدو غير طارئة لكنها لا تختلف عن الإسلام الذي نعرفه من العصور العباسية المتأخرة.

هناك 4 تعليقات:

  1. أخي الأستاذ نظير: أشكرك على التعليق وعلى النص الجميل وأعلمك بأني لا أملك حقيقة مطلقة ولكن لدي شكوك بالسرد التاريخي لنشوء الإسلام وذلك لجملة من الأسباب أهمها:
    1ـ عدم إستيعاب فكرة الإنبعاث المفاجئ للإسلام وإمتداده العسكري السريع خلال عقدين كإخضاع قبائل الجزيرة ثم هزيمة إمبراطوريتين وإحتلال فارس والشام ومصر لابد أن نؤمن بصيرورة لا تقل عن 150 لنشوء الدين والدولة، رافقها إنهيار للإمبراطوريات ووجود جسد سكاني حامل للثقافة العربية على الأقل في الشام والعراق
    2 سبق لي إن راجعت النقوش المبكرة وأعتقد أن نقش زهير رغم عموميتهلو يقع في شبهة التزوير؟ فلو أنه إكتفى بذكر وفاة عمر لكان أكثر مصداقية أما أن يحدد عام 24 فهذا مشبوه ؟ لأن إعتماد تقويم والحساب بموجبه لا يحدث بهذه السرعة خصوصا من أعرابي في مدائن صالح وتذكر بأن التقويم الميلادي لم يستخدم إلا بعد أكثر من ألف سنة والفاتيكان إعتمده رسميا بعد عام 1300
    3ـ السؤال الأهم لماذا سكتت المصادر البيزنطية والمسيحيةواليهودية عن تدوين الحدث؟؟ برغم وجود ثقافة كتابية راقية.
    4ـ عثرت في روابط المقال إشارات لنسخ قرآنية حُسبت على القرن الأول بتأكيد فحوص الكربون 14.. وهذه خرافة كبيرة .شخصيا أعرف المسؤولة عن ترميموثائق صنعاء السيدة درايبهولتزر وقد أخبرتني بعدم إستخدام هذه الفحوصات وأن تقدير عمر الوثائق إعتمد أسلوب الخط.. وهذه طرق تقوم على مرجعيات تاريخ الخطوط العربية وهي دائرة هيرمينوطيقة مقفلة، خضع لها الكتاب المقدس .. فيكفي أن يكون الخط أونيزيال حتى يقال أن المخطوطة تعود للقرن الرابع م. ناهيك عن أن دراسات هانس أولريخ نيميتس وكريستيان بلوس أثبتت خطأ كبيرا في تطبيقات الكربون 14 ولديهم بحثا مهما يفند هذه الأمور ، لأنها أيضا تقوم على وجود مرجعية مؤرخة لنموذج مشابه تعرض لنفس الشروط الحرارية والبيئية والرطوبة إلخ .. أيضا نحن في دائرة مغلقة
    مع تحياتي وتقديري

    ردحذف
  2. آسف أستاذ نظير للأخطاء الطباعية أعلاه فقد كتبت التعليق دون مراجعة وأرجو ألا تغضب من نقل موضوعك (سعيا وراء محمد) إلى مدونتي وحبذا لو تنشر مواضيعك في الحوار المتمدن حيث تتوفر كثافة عالية للقراء
    مع التحية

    ردحذف
  3. انا لم افهم كيف يكون نقش زهير هذا سنة 24 ونحن نعلم ان الكتابات الأولى فير منقوطة، الرجاء التوضيحز

    ردحذف
  4. أعتقد أن الكتابات العربية التي نسميها الأولى كانت منقوطة. قد يكون ما"نعلمه" خاطئاً أحياناً.

    ردحذف